|
بالترويج لفحمها كبديل للنفط الروسي بولندا تصطاد في مياه أوكرانيا العكرة بقلم كلوديا سيوبانو/وكالة إنتر بريس سيرفس
 نشطاء البيئة يحتجون على إستخدام الفحم، أمام وزارة الاقتصاد البولندية. Credit: Claudia Ciobanu/IPS
|
وارسو, أبريل (آي بي إس) - هل تتحول خطة "إتحاد الطاقة الأوروبي" -التي اقترحها رئيس الوزراء البولندي دونالد
تاسك، كرد من الاتحاد الأوروبي علي أزمة أوكرانيا- إلي حصان طروادة للوقود
الأحفوري؟
سؤال يطرحه المحللون والخبراء علي ضوء ضغوط حكومة وارسو للترويج لإستخدام
الفحم -الذي تأتي أوكرانيا ضمن أعلي مراكز الصدارة في أوروبا من حيث إنتاجه
وتصديره- وذلك كوسيلة للتخفيف من أزمة الطاقة في أوروبا، التي قد تترتب علي
التوترات المتصاعدة في أوكرانيا.
هدا ولقد إكتسب وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، سمعة لا بأس
بها بفضل المساعي التي بذلها، في شهر فبراير الأخير، للتفاوض على اتفاق بين
الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وقادة المعارضة في الساحة الرئيسية في
العاصمة كييف التي أصبحت تعرف بإسم "ساحة أورو-ميدان"، والتي شهدت موجة
من الإحتجاجات المكثفة المؤيدة للاتحاد الأوروبي.
وإنطلاقا من هذه المساعي، إستأنفت بولندا لعبتها المفضلة: الترويج لدور بارز للفحم
الحجري الذي تعتبر واحدة من كبري الدول الأوروبية المنتجة له، وكذلك الغاز
الصخري، كمصادر للطاقة.
وسرعان ما جاء هذا الإلحاح من الحكومة البولندية علي ضرورة الإعتماد علي الفحم
بمكاسب انتخابية سريعة لصالح الحزب الحاكم.
فوفقا لاستطلاع للرأي أجرته وكالة “تي إن إس” بولندا في أوائل الشهر الجاري،
أخذ حزب "المنتدى المدني"، للمرة الأولى منذ سنوات، بزمام المبادرة في تفضيلات
الناخبين، متفوقا علي حزب "السلام والعدالة" المحافظ برئاسة ياروسلاف
كاتشينسكي.
عن هذا، صرح "لوكاس ليبينسكي"، المحلل في مركز ابحاث "بوليتيكا إنسيت" في
وارسو، أن "حزب المنبر المدني لا يحتل فقط مركز الصدارة مرة أخرى، لكن أيضا
أكثر البولنديين مستعدون للتصويت والعودة للتصويت لصالح الحكومة".
وأضاف هذا الباحث البولندي لوكالة إنتر بريس سيرفس، أنه في مواجهة ذلك "تسعي
كل أحزاب المعارضة حاليا (قبل الانتخابات البرلمانية الأوروبية يوم 25 مايو المقبل)
لتحريك النقاش تجاه القضايا الداخلية، لأنه من الاسهل بكثير التركيز عليها لانتقاد
حزب "المنتدي المدني" الحاكم الآن منذ ست سنوات".
وفي المقابل، تصر حكومة رئيس الوزراء دونالد تاسك، علي تركيز الأضواء علي أزمة
أكروانيا، سعيا وراء تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب من ورائها. وهكذا، أعلن
تاسك آخر مارس، عن اقتراح بولندا بإنشاء "اتحاد طاقة أوروبي" لساعد أوروبا علي
مواجهة الأزمات، مثل النزاع الروسي الأوكراني.
كما أكد دونالد تاسك في تصريحات في مدينة "تيشي" الواقعة في منطقة "سيليسيا"
الجنوبية المنتجة للفحم، أن " تجربة الأسابيع الماضية (التدخل الروسي في أوكرانيا)
تدل على أن ضرورة سعي أوروبا نحو التضامن في مجال الطاقة".
وشرح رئيس الوزراء البولندي، الست الخطوط العريضة لخطة إتحاد الطاقة الأوروبي
التي إقترحها: إنشاء آلية تضامن فعالة في حالة أزمات العرض؛ تمويل من الاتحاد
الاوروبي لضمان البنية التحتية لتضامن الطاقة وخاصة في دول شرق الاتحاد
الأوروبي؛ عمليات جماعية لشراء طاقة؛ إعادة تأهيل الفحم كمصدر للطاقة؛ استخراج
الغاز الصخري؛ وتنويع جذري لتوريدات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن الخطة البولندية المقترحة تلقي إعتراضات قوية. فعلي سبيل المثال صرحت جوليا
ميتشالاك -مسؤولة سياسة المناخ الأوروبي في إئتلاف المنظمات غير الحكومية
"شبكة العمل المناخي"- إنه "من المخيب للآمال حقا أن نلاحظ الغياب التام لتدابير
كفاءة الطاقة في هذه الرؤية، على الرغم من طرحها في المجلس الأوروبي في مارس
الأخير، بناء على استنتاجات (أحداث) شبه جزيرة القرم".
وأوضحت لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن الخطة البولندية للإقبال علي الفحم والغاز
الصخري إنما تستهدف الجماهير المحلية التي تريد أن تلعب حكومتهم دورا قويا،
وأيضا لإنتزاع مكاسب محددة من المفوضية الأوروبية.
وتجدر الإشارة إلي أن ما يقرب من 90 في المئة من الكهرباء المستخدمة في بولندا
تأتي من الفحم، في حين تتوخي استراتيجية الحكومة في مجال الطاقة على المدى
الطويل، تتوخى دورا أساسيا للفحم حتى عام 2060. ومن ثم، تبذل حكومة وارسو
قصاري جهدها، دون جدوى حتي الآن، لنسف اعتماد الاتحاد الأوروبي لأهداف إزالة
الفحم كمصدر للطاقة.(آي بي إس / 2014)
|
|
|
|
|